هذا الموضوع موجّه للفتيات فقط، الملكات اللواتي لا يقدن السّيارة ولا يركبن الحافلات العامّة، فالرّجال مشغولون بقيادة سيّاراتهم والتعارك مع بعضهم البعض وليس لديهم وقت فراغ :p

(١) القراءة .

تعوّدتُ أن أحمل كتابًا معي في سيارتي، أو على الأقلّ “الآيباد” أو “الكندل”، إذا كنتُ في مزاج وذهن يسمحان لي بالقراءة فالوقت الّذي أقضيه في السّيارة كافٍ لقراءة ما لا يقلّ عن ١٠ صفحات، القراءة تسرقك من توتّر الزّحام والضجيج المروريّ، تمنحك إحساسًا جيّدًا بالرّضا، إذا كنتِ واحدة من أولئك اللواتي يعتقدن بأنّه لا وقت كافٍ للقراءة في عصر السّرعة، فالوقت الّذي تقضينه في السّيارة كافٍ لدحض ذلك الاعتقاد .

(٢) الكروشيه، التريكو، الخياطة اليدوية .

تعوّدتُ أيضًا أن أحمل في حقيبتي خيط صوف وسنارة وإبرة ومقصًا، عندما لا يكون لديّ طاقة ذهنيّة كافية للقراءة أنشغل بالكروشيه، أعرف امرأة لطيفة أنجزت مفرشًا جميلا في الطريق بين جدّة والمدينة المنوّرة .

فيما مضى كانت لديّ رغبة كبيرة بالمشاركة في بازار – أيّ بازار – عندما فكّرتُ بالأمر أُصبت بالإحباط لأنّني لا أملك الوقت الكافي حقًا، والآن بعد أن جرّبت الكروشيه في السّيارة أراهن على نفسي بأنّني أمتلك الوقت الكافي :) .

(٣) تأمّل الشوارع والمارّة .

سمعتُ إيكارت تول يقول مرّة بأنّه بين حين وآخر يخرج إلى الشوارع فارغًا فاه كمن يشاهد العالم أوّل مرّة، يتمشّى بين المحلاّت ويسمح لنفسه بالدّهشة أمام لوحات النيون .

لسببٍ أجهله، استطعتُ الاحتفاظ بالدّهشة غضّةً منذ طفولتي، حتّى الآن ما زلتُ ألاحق لوحات المحلاّت وأفكّر كثيرًا بأصحابها، لماذا اختار هذا الاسم بالذات لمحلّه؟ من استشار؟ ماذا كان يأمل حين افتتحه؟ كيف أثّر الاسم على دخل المحلّ؟ .. أتأمّل في المارّة، أحزّر أعمارهم وأعمالهم ووجهاتهم وأصوغ قصصًا قصيرة لهم، أتأمّل في الأطفال والعمّال والمشاريع والبنايات .

قد لا تكون المدينة الّتي أعيش فيها جميلة إلى حدّ كبير، أنت تعرف بأنّ المشاريع الّتي تتأمّل فيها تضجّ بالفساد المادّي في كلّ زاوية منها، وأنت ترى أطفالاً شحاذين أكثر ممّا ترى أطفالاً يمشون إلى مدراسهم، البنايات حولك تحجب السّماء عنك، والطبيعة التي تعشقها مفقودة تمامًا، لكنّي مؤمنة بأنّ ما أفعله يمدّني بالحياة، لأنّ الحياة مفردة حقيقيّة أكثر من كونها مفردة جميلة !

(٤) سماع البودكاست والكتب الصّوتيّة .

توجد على شبكة الانترنت الآلاف من برامج البودكاست الموسميّة، ومثلها من الكتب الصّوتية، وأقلّ منهما – بخجل – مسجّلة باللغة العربيّة، هذا واحد من المواقع الّتي تحتوي على كتب جيّدة مسجّلة صوتيًا: http://www.audiobookar.com/ .

أعتقد بأنّ الاستماع لمثل هذه المواد فعّال إلى حدّ كبير، لأنها لا تستلزم الإجهاد الذي تستلزمه القراءة، وتستطيع قيادة السيارة أثناء الاستماع إليها، وكذلك الأمر الّذي يغيب عن الكثيرين هو أنّ الاستماع نافع حتّى دون تركيز وانتباه كامل .

أعرف صديقة كانت تستمع إلى تسجيلات بالانجليزية دون تركيز شديد لتعزيز قدراتها اللغوية .

(٥) الألعاب الرّياضيّة / الذّهنيّة .

بمشاركة رفاق الطريق، أو حتّى منفردًا، تستطيع إذكاء مهاراتك الحسابيّة / الرّياضيّة / الذّهنيّة، ببعض الألعاب البسيطة، مثلاً حاول إجراء بعض العمليات الحسابية المعقدة دون الاستعانة بالورقة والقلم، حاول تذكر قوانين رياضيّة وربطها ببعضها، توجد ألعاب متوفرة على الأجهزة المحمولة الذكيّة وكذلك على شبكة الإنترنت .

(٦) متابعة البريد الإلكتروني .

شخصيًّا، لم يحدث إلاّ نادرًا أن تصفّحتُ الإنترنت في السّيارة، لكنّي أعتقد بأنّها فكرة جيّدة وأعرف من يقوم بها، خصوصًا إذا كان بريدك يعاني الازدحام المتكرّر .

(٧) كتابة الملاحظات والأفكار .

كم عدد الأفكار الّتي تراودنا في اليوم أثناء انشغالنا فتموت لأنّنا لا نسجّلها؟ السّيارة مكان مناسب لاسترجاع هذه الأفكار وتسجيلها والاستغراق معها .

3 رأي حول “٧ أفكار إنتاجيّة لقضاء وقت ممتع في السيّارة

    1. أنا مؤخّرًا صارت عندي نفس المشكلة، مش صداع بقدر ما إنّه صار شيء متعب :<

  1. قراءة القرآن 🙂 فهنالك من أتمّت حفظه في سنوات الجامعة من خلال حفظها في الطريق ذهابًا وعودة 🙂

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.