مرحبًا، مضى وقت طويل منذ آخر مرّة كتبت فيها في مدوّنتي .. طويل جدًا، الأسباب كثيرة، أحدها هو محاولتي المستمرّة في تغيير ما أرغب بكتابته / قوله، لم أعتد على كتابة ما أودّ كتابته، اعتدتُ على كتابة النّصوص الأدبيّة .. ثمّ المقالات الجافّة، والآن أرغب في التدوين والثرثرة، لم يعد مثيرًا للاهتمام أن أنقل آرائي الأخلاقيّة للآخرين، فهي متقلّبة بشكل مملّ ومضجر وباعث على اليأس.
ما أودّ فعله الآن هو أن أدوّن، سواء كانت تدوينات صوتيّة أم مرئيّة أم مكتوبة، وإن كانت التدوينات المكتوبة هي آخر ما قد يثير اهتمامي لأنّها متكلّفة، ومستنزفة، لا أعرف كيف أشرح هذا، الكتابة أصبحت تطلّب منّي جهدًا نفسيًا مضنيًا، لكنّي اخترتها .. لأنّ التدوين الصّوتي والمرئي سيتكلّف منّي إعدادات لا طاقة لي بها، لا أعرف .. ربّما أنتقل إلى أحدهما في المستقبل القريب أو البعيد لكنّي سأكتفي بالكتابة حاليًا.
لماذا التّدوين؟ ما الّذي يختلف التّدوين فيه عن المقالات والنّصوص الأدبيّة؟
بالنّسبة لي، التّدوين عفوي، طارئ، شخصيّ، يخفّف عنّي عبء التكلّف الأدبيّ، وعبء المحافظة على وحدة الفكرة واتّساقها ومدى اقتناعي بها ومدى قوّة الحجج الّتي أستعرضها في حال المقالات الفكريّة، التّدوين هو نقل التّجربة، التّجارب لا تُحاكم أدبيًا ولا فكريًا، التّدوين هو الثّرثرة، والثّرثرة متحرّرة من الواجب.
سأحاول الاستمرار في كتابة ما أودّ كتابته وقوله هنا، لا كتابة ما يتطلّبه الجزء الأكثر تعنّتًا وإرهاقًا منّي، أراكم قريبًا ..
عودًا حميدًا
متشكّر يا سيدنا ..
أحب ما كتبتِ وما ستكتبين.