حتّى وقت قريب كانت إجابتي المباشرة والقاطعة لكل من يباشرني بفنجان من القهوة العربية: شكرًا. ما أشرب قهوة عربية.
وحتّى وقت قريب أيضًا كنت لا آكل التمر إلاّ قليلا جدا – السكّري القاسي فقط – وكنت معتادة على تناول الماء عند الإفطار بعد الصيام لا التّمر.
واليوم أجد أنّ أحد أوقاتي المفضّلة لديّ هو وقت القهوة والتّمر، خصوصًا لو كنت برفقة أهلي أو قريباتي أو صديقاتي.
يبدو أنّنا لا نستحق ثقة أنفسنا، رغباتنا وأفكارنا ومشاعرنا وما نتقبّله أو نرفضه، ما نحبه وما نكرهه، كلها أمور متقلّبة لا تستقرّ على حال، ما هو الجزء الثابت منّا؟ من نحن؟ هل نحن مجموع هذه التقلّبات؟ هل نحن جوهر مستقرّ غير معرّف وكلّ ما عدا ذلك هو قشرة طارئة متبدّلة؟ لست أدري..