مع الوقت، تتحوّل الطّرق إلى أهداف، ويضيع الهدف الأساسيّ من الطّريق.
الزّواج مثلاً، تحوّل الزّواج إلى قيمة قائمة بذاتها لا إلى وسيلة لخلق علاقة مستقرّة بين طرفين، فلا بأس أن يكون الحقل الدّلالي حول الزّواج نتنًا طالما كان الزّواج موجودًا.
لا بأس أن تكون العلاقة هشّة وضعيفة، أو مبنيّة على تجارة مادّية، أو مستنزفة لأحد الطّرفين أو كلاهما، لا بأس أن يرغم الآباء أبناءهم على تقاليد سخيفة وتافهة تحت بند الزّواج، لا بأس أن تُهدر الأموال والأوقات مقابل احتفالات ومظاهر مكلّفة، فمهما كانت هذه الأمور سيّئة يظلّ الزّواج جيّدًا لمجرّد حضوره، فإذا غاب الزّواج، سقطت قيمة العلاقة عند النّاس حتّى لو كانت هذه العلاقة طريقًا ناجحًا وفعّالاً إلى الهدف الأساسيّ الّذي كان له الزّواج!
أقول لنفسي: حافظي على قيمك الجوهريّة مهما تبدّلت ظواهر الأمور، ومهما سمّاها النّاس بغير أسمائها.