Photo by Honey Yanibel Minaya Cruz on Unsplash
طفولة
أجزم بأنّ في حياة كلّ فتاة، جزء معيّن من جسدها قد أربكها وآلمها منذ طفولتها، عرفت عيوبه منذ عرفت أنوثتها، وشقيت به منذ بدأ المحيطون بها يستهزؤون به علانية، قد يكون أنفها المعوّج، أو وزنها غير المثالي، أو قامتها القصيرة، مهما كانت الفتاة عاديّة أو جميلة، سيجد الآخرون شيئًا ما يلوكون به ألسنتهم.
لقد كان شعري هو ذلك الجزء الّذي أقضّ مضجعي منذ طفولتي، كلّ شيء حولي كان مثاليًا باستثناء شعري، كان كثيفًا وأجعدًا وصعب التسريح، وكانت جدّتي تغرقه بزيت الزيتون البكر وتشدّه بقوّة – مثلما تفعل الكثير من الأمّهات – على شكل ذيل حصان، في المدرسة كنتُ أشاهد الهواء يحرّك خصلات رفيقاتي فأتخيّل بأنهنّ بطلات مسلسل كرتوني، عندما أفكّر بالأمر الآن كنتُ محاطة أيضًا بفتيات مثلي، ولكنّ وجودهنّ لم يساعدني أبدًا على تقبّل نفسي، ربّما لأنّنا لم نتحدّث عن هذا الأمر مطلقًا أو لأنّ أنانيتي الطفولية أعمتني عن التعاطف مع غيري.
قرّرتُ في الصفّ الخامس أن أذهب مع ابن خالتي إلى الحلاّق لأقصّ شعري مثله، فبما أنّ شعري ليس أنثويًا لماذا لا أجرّب ما يفعله الأولاد؟ لا أتذكّر جيدًا ردّة فعل الآخرين حولي، على الأرجح بأنّها إيجابية، أقول ذلك لأنّني أحببتُ النتيجة جدًا وانتشيتُ بنفسي، لم تكن مجرّد قصّة شعر ولكنّها صنعت “charechter” خاص بي، أتذكّر بأنّني في تلك الفترة زرتُ معرضًا للمنتجات الاستهلاكية، اشتريتُ ربطة شعر أعجبتني، وضحكتُ بشقاوة عندما استوعبتُ مع البائعة بأنّني لا أستطيع استخدامها، وبدلاً من إعادتها أهديتها مباشرة لابنة خالتي، كنتُ سعيدة ومستقرّة نفسيًا، وإلى هذه اللحظة بعد مرور ٢٠ سنة ما زلتُ مغرمة بتلك الطفلة، أضع صورتها في إطار على رفوف غرفتي، وأستعرض بها مزهوّة كلما طلب أحدهم رؤية صور قديمة لي.
في الصف الثاني متوسط لم يعد بإمكاني الجلوس أمام مقصّ الحلاّق، فأخذتُ هذه الصورة إلى كوافيرة في حيّنا، طلبتُ منها أن تقصّ شعري بذات الطريقة تمامًا، التفتت لي بازدراء وأخبرتني بأنّها ليست مناسبة لشعري الأجعد، أصرّيت على رأيي لأنّ الفتاة الّتي في الصورة أنا! لا يمكن لهذه القصّة ألاّ تناسبني!
بصعوبة شديدة أنجزت الكوافيرة عملها، أحبطتني النتيجة، لم تكن بالإتقان الّذي أنجزه الحلاّق أبدًا، ومع ذلك أحببتُ نفسي، فضّلتُ عملها غير المتقن على شكلي السابق. في اليوم التالي، ذهبتُ إلى المدرسة فرحة، لكنّ الآخرين لم يكونوا كذلك، معلّمة الدين وبّختني بقسوة لأنّ شكلي لا يناسب “الفتاة المسلمة”، صديقتي المقرّبة قالت لي بالحرف: “عارفة يا إحسان، انتِ وجهك حلو، بس شعرك لا”، ومعلّمة العلوم الأنيقة جدًا أوقفتني في الطابور وقالت لي: “قصّة الشعر حلوة بس ما تناسب شعرك، تحتاج شعر ناعم”، حملتُ كلّ كرامتي على كتفي وهززتُ رأسي بالإيجاب: “أدري، بس عاجبني شكلي”، وبعد انتهاء الطابور أفلتّ كرامتي على الأرض وبكيت، لا زلتُ حتّى هذا اليوم أشاهد هذه المعلّمة في أحلامي تهينني بطرق مختلفة.
أنا لا أبالغ، أقسم بأنّ الأمر كان صعبًا منذ طفولتي المبكّرة، لا أدري إن كنتُ مفرطة الحساسية أو أنّني إنسان طبيعي يلهث خلف قبول الآخرين وحبّهم له، لقد ألغيتُ العديد من المواعيد واعتزلتُ الناس بسبب شعري، كلّ الحبّ الذي تلقيته، كلّ المدائح، لم تستطع أبدًا استعادة الثقة الّتي فقدتها، في مراهقتي قابلتُ العديد من الفتيات الساخطات على أشكال أنوفهنّ وكنتُ أعتقد بأنهنّ تافهات ومبالغات، إذا كان شعركٍ جميلاً فهذا يكفي، لا يمكن لفتاة جميلة الشعر أن تكون قبيحة. في إحدى حصص اللغة الانجليزية في الثانوية، كنت أؤدّي نشاطًا لاستخدام مفردات الوصف، وعندما استخدمتُ وصف the most beautiful أشرتُ إلى فتاة بشعر طويل جدًا وناعم، كانت تظفّر شعرها ولا تسدله أبدًا – فهمتُ منها في ما بعد بأنّ تقاليد عائلتها تمنعها من إسدال شعرها قبل الزواج – وكانت تبدو لي وكأنّها قادمة من قصّة خيالية. بعد انتهاء الحصّة انفردت بي إحدى صديقاتي وقالت لي معاتبة: ليش اخترتِ فلانة؟ تستهزئي فيها لأنها مو حلوة؟ تتعمّدي تحرجيها؟ لم أعرف كيف أقنعها بأنّني اعتقدتُ صادقة بأنّها أجمل الفتيات.
المعالجات الكيميائية
في نهاية الثانوية بدأت أمّي باستخدام المعالجات لشعري، كانت تشتريها من الصيدلية وتضعها لي في المنزل، كان شعري يتحوّل لشعر منسدل ويطول بضع إنشات بعد العلاج، وفي أوّل سنة في الجامعة، كنتُ أمشي في الممرّ حين طلبت منّي فتاة بشعر مجعّد “بنسة شعر”، وعندما أخبرتها بأنّني لا أمتلك واحدة قالت بمرح: “أكيد ما تحتاجي بنسة وشعرك ناعم ما شاء الله”، راقبتها إلى أن غابت عن عينيّ، أردتُ لسبب لم أفهمه أن أدافع عن نفسي وأخبرها بأن شعري ليس ناعمًا وبأنّني أنتمي لها وأفهم قلقها.
من المذهل كيف تحتفط ذاكرتي بتفاصيل كثيرة وسخيفة حول تفاعل النّاس مع شعري، في الجامعة أيضًا قرّرتُ لأوّل مرّة تجربة ترك شعري على طبيعته واستخدام الجلّ، كان هذا القرار بسيطًا وطفوليًا جدًا، كنتُ أحبّ شكل شعري المبلل وبحثتُ حول طريقة للحفاظ على هيئته حتى بعد أن يجف وهكذا تعرّفت على مصطلح “كيرلي”.
كوّنت ذلك الوقت “ستايل خاص”، ماسكرا زرقاء وتيشيرتات صفراء ووردية فاقعة .. وشعر كيرلي، تأخّرتُ مرّة عن إحدى المحاضرات وعندما دخلتُ الصفّ صفّرت زميلاتي بإعجاب، قالت المحاضِرة: “ركزوا معاي وسيبوا شعر إحسان في حاله”، لن أنسى تلك اللحظة أبدًا، لقد أُعجب بي الناس علانية، ليست صديقة أو اثنتين إنّما صفّ كامل من الفتيات!
لم أستمرّ طويلاً بذلك النمط لأنّ الجلّ أضرّ شعري وأزعجني، وعدتُ إلى المعالجات الّتي لم تنجح أبدًا في ملء الفراغ الّذي خلّفه تاريخي المأساوي مع شعري، لكنّها على الأقلّ سهّلت علي الاحتكاك بالآخرين، بعد تخرّجي من الجامعة وانخراطي في الأنشطة الثقافية ونموّ الحسّ الوجودي لدي، بدأ وعيي النفسيّ يزدهر، تعلّمتُ بأنّ قيمة الإنسان لا تُقاس بقبول الآخرين لشكله، بدأت رحلتي في تحرير نفسي دينيًا ووجوديًا واجتماعيًا، لم أتوقف عن استخدام المعالجات ودفع الآلاف في سبيل الحصول على الجديد منها، ولكنّني كنتُ أعي جيدًا بأنّ ما أفعله غير صحّي وبأنّ علي التوقف، فبعد أن قضيتُ وقتًا طويلاً من حياتي أحلم بشعر منسدل، أصبحتُ أحلم باليوم الّذي أتقبّل فيه نفسي وأحصل على السلام الداخلي.
قرأتُ عن العناية بالشعر الكيرلي كثيرًا، أصبحتُ خبيرة نظريًا، حاولتُ أكثر من مرّة الاستفادة من نصائح مجتمع “الشعر الطبيعي”، شاهدتُ العشرات من فيديوهات يوتيوب وبدأتُ بتغيير روتيني، لكنّ ذلك لم ينجح لسببين، الأوّل أنّ كلّ تلك النصائح لا تأخذ بعين الاعتبار عدد الساعات الّتي تقضيها امرأة مثلي مغطاة الشعر، مهما سرّحتُ شعري واعتنيتُ به فالبقاء تحت الحجاب لمدّة تزيد عن ٨ ساعات كان كفيلاً بإفساده.
السبب الثّاني هو أنّ دعاية “الشعر الطبيعي” ولوقت طويل أوهمتني بأنّني سأتحوّل جذريًا باتباع نصائح واستخدام منتجات معينة، لم يكن الهدف من هذه النصائح هو أن أتقبّل نفسي، بل أن أتوجّه لطريقة أخرى كي يصبح شعري مثاليًا ومتألقًا طيلة اليوم، ولأنّ ذلك – كما فهمتُ لاحقًا – صعب أو ربّما مستحيل، كنتُ أشعر بالفشل الذريع وأعود إلى المعالجات الكيميائية.
قبل ثلاثة أعوام أو أربعة وأثناء فترة محاولتي الاحتفاظ بشعر خالٍ من المعالجات، دُعيت لمنزل صديقتي في زيارة كان من المفترض أن تشكّل أحد أجمل ذكرياتي، اتبعتُ قواعد الشعر الكيرلي بشكل دقيق ثمّ ارتديتُ الحجاب، كان من المفترض أن أنتقل لمنزلها بعد دوامي مباشرة لكنّني تأخرتُ بضع ساعات، وعندما وصلت فوجئتُ بشعري بمنظر سيء جدًا وقد تلفت الـ curls نتيجة للرطوبة وضغط القماش، بقيتُ في حمّام الضيوف لنصف ساعة أحاول إصلاحه لكنّني فشلت، ولم أتوقف لحظة أثناء فترة الزيارة عن تذكير نفسي بأنّ مظهري سيء ومنفّر، لا شك أنّ صديقاتي يتهامسن الآن حولي، لا شكّ أنّ أفضلهنّ تشفق علي في داخلها، من المحزن جدًا بأنّني لا أتذكّر من تلك الزيارة الثريّة إلاّ مشاعري الرماديّة هذه، أنا متأكّدة بأنّ صديقاتي أحببني بصدق وبأنهنّ استمتعن برفقتي، لكنّني في تلك اللحظة لم أستطع إقناع نفسي بذلك.
قرّرتُ بأنّ العودة للمعالجات الكيميائية هو الخيار الأنسب، لا أريد خوض تجربة مؤلمة مثل هذه بعد الآن، أريد أن أقابل صديقاتي بارتياح وسعادة، قالت لي إحدى زميلاتي وأنا أسألها عن أفضل أنواع المعالجات الّتي جربتها: “أدري إن البروتين يعدم شعري، بس والله كلّه ولا راحتي النفسية”، نعم، سوف أؤجّل خطّة تقبّل نفسي حاليًا، وأفعل كلّ ما بوسعي كي أكون سعيدة.
الزواج
صقل الزواج وعيي النفسي، ازددتُ شغفًا وثقة بذاتي وحققتُ الكثير على الصعيد العملي والمادّي والاجتماعي، لكنّ علاقتي السيئة بشعري استمرّت، في شهر إبريل العام الماضي قمتُ باستخدام معالج كيميائي علي شعري للمرّة الأخيرة، لم أكن مرتاحة أبدًا وشعرتُ بوخز عميق، ولكنّني فعلتُ ذلك على كلّ حال، لم أحبّ شكلي أبدًا، كان شعري منسدلاً أكثر من اللازم وكأنّه باروكة أو صورة مركّبة ومزيفة فوق وجهي.
ازداد توتّري يومًا بعد يوم، ودعوتُ الله من كلّ قلبي بأن ينتهي هذا الكابوس، بدأ شعري الحقيقي بالنموّ من الجذور وكان علي الاختيار بين الصبر على ذلك المنظر الغريب أو الاستمرار في استخدام المعالجات، اخترتُ الصبر الّذي كان يزداد صعوبة مع الوقت، كرهتُ نفسي بشدّة، كرهتُ صوري وكرهتُ ممارسة الأنشطة مع صديقاتي وكنتُ أبكي ليلاً، ثم قرّرت أن أزور الصالون وأقصّر طوله بالتدريج شهرًا بعد شهر حتى أنهي الشعر المعالج الزائف نهائيًا.
لكنّ ذلك لم يساعدني بل زاد الأمر صعوبة علي، وفي خضمّ يأسي أخذتُ المقصّ وبدأتُ باقتلاع أي جزء غير حقيقي من شعري، أصبح شكلي منفرًا وغريبًا جدًا، في تلك اللحظة، عرفتُ بأن الخيار الوحيد أمامي هو أن أزور الصالون من جديد وأطلب من العاملة أن تقصّ بنفسها أي جزء “غير حقيقي” من شعري حتى لو انتهى الأمر بي صلعاء.
النهاية / البداية
ذهبتُ إلى الصالون، طلبتُ عاملة “شاطرة” في قصّ الشعر الأجعد، استغربوا طلبي كما هو متوقّع، وتأمّلتُ كيف تعاملت موظفات الصالونات معي دائمًا وكأنّني حالة نادرة أو طارئة أو وكأنّني اخترتُ جيناتي عمدًا عن سوء تدبير وإهمال، إنّهم يعاقبوننا بالتأفف واللوم وسوء المعاملة وزيادة الأسعار فقط لأنّنا مصادفة لم نحصل على شعر منسدل!
أشارت الموظفة إلى عاملة فلبينية وأخبرتني عن مهاراتها، لم أجادل كثيرًا، رفعتُ رأسي على حوض الغسيل وبدأت العاملة بشطف شعري، تغيّر وجهها حين اكتشفت الجريمة الّتي فعلتها بشعري، ملأني الخجل وتمنّيت أن تبتلعني الأرض ثمّ ذكّرتُ نفسي بأنّ هذا الكابوس سوف ينتهي قريبًا وبأنّني لن أزور هذا الصالون مطلقًا من جديد بعد هذه الفضيحة، سألتني العاملة عن قصّة الشعر الّتي أرغب بها، أشرتُ للجزء المنسدل من شعري وأخبرتها بأنّني لا أريده، أريد شعري الطبيعي فقط، نبّهتني بأنّ هذا يعني أنّ شعري سوف يصبح قصيرًا جدًا جدًا، أكّدت لها باستعجال وإلحاح بأنّني أعي ذلك ولا أهتمّ بطول شعري.
في اللحظة الّتي نفضت فيها العاملة الشعر عن كتفيّ وأخبرتني بأنّني أستطيع المغادرة، شعرتُ بأنّني وُلدتُ من جديد، كلّ الهمّ الّذي حملته في السنة السابقة زال عنّي واستعدتُ هدوئي وثقتي، التقطتُ عشرات الصور بينما كانت رقبتي لا تزال متسخة ببقايا الشعر، ذهبتُ للنادي يومها بثقة كبيرة وهنّأتني الفتيات رغم أنّني لم أتحدّث مسبقًا مع أيّ منهنّ, أحبّ الجميع – تقريبًا – شعري، لكنّ ذلك لم يكن مهمًّا جدًا، أعني بأنّ إعجاب الآخرين كان إضافة جميلة ودافئة لكنّها لم تكن أمرًا محوريًا.
كلّ جهودي السابقة في تقبّل طبيعة شعري آتت ثمارها هذا العام فقط، يبدو شعري جميلاً أحيانًا، وفوضويًا أحيانًا، وميتًا أحيانًا أخرى، و”أجعدًا” في كّل الأحوال، لكنّ ذلك لم يعد مهمًا، لأنّ الهدف من هذه الرحلة الطويلة لم يكن الحصول على شعر جميل بل التعايش مع شعر طبيعيّ، ما زلتُ بالطبع أشتري منتجات مختلفة للعناية بالشعر وأصففه وأهتمّ به وأفرح وأنتشي بجماله وبإطراء الآخرين له، لكنّ حالته لم تعدّ تؤثّر بي نفسيًا كما كانت تفعل في السابق.
وقفتُ بالأمس أمام مرآة في النادي، تأمّلتُ شعري الجاف الذي جمعته بالكاد ببكلة واحدة وخمس بنسات وفكّرتُ كم أنّني فخورة بنفسي، فخلال سنوات عمري كان الظهور أمام الآخرين بهذا المنظر طواعية مستحيلاً، لكنّ عملي الدؤوب وإلحاحي في التغيير جعله ممكنًا، مرّ عامٌ دون أن أبدي سخطًا من شعري – باستثناء تذمّري من طوله الّذي يجعله يبدو كحبّة مشروم منفوشة فوق رأسي -، وخلال هذا العام فوجئتُ بأنّنا نصبح أجمل بصدق حين نتقبّل أنفسنا، فبدلاً من الغرق في الإحباط وتقييد الجسد بصورة مثالية نعجز عن خلقها، يدفعنا التقبّل لابتكار طرق مختلفة وواقعية للتجمّل.
أخيرًا، إنّ للكلمات قوّة لا يُستهان بها، أشكر من كلّ قلبي جميع صديقاتي الّلواتي قلن لي بشكل عابر جدًا وغير مكترث: “شعرك اليوم حلو”، أشكر زوجي الرائع والداعم الّذي يساعدني على اكتشاف جمالي كلّ يوم، أشكر النساء المؤثّرات بصدق في يوتيوب وانستغرام اللواتي يرفضن الانخراط في الدعاية السامّة للشعر الكيرلي، ومن بينهنّ أخصّ حصّة الّتي أجابت مرّة عن سؤال “ما هو أفضل منتج للتحكم بتطاير الشعر؟” بـ “أن تتقبّلي هذا التطاير وتحتفي به”.
🥺💜 استمتعت جدا بالقراءه
شكراً
جميل ابدعتي والله وجدا يعني الواحد يقرا ويتذكر ويتإمل الشغلات اللي بجد يحاول يخبيها بنفسه او مايحبها ومو قادر يتقبلها
شكرا من الاعماق ..
تدوينة رائعة جدا
أحببتها و أحببتك جدا
و ما أجمل أن نتقبل ذواتنا كما هي
استمتعت جداً بقراءة هذه الرحلة مع التقبل للذات في صورة كانت..
لقد كانت حروفك صادقة وعذبة.
شكرا لكِ.. منذ زمن طويل لم أقرأ نصا جميلا وأنثويا كهذا.
شكرا لكِ مجددا ❤️
اتفهم موقفك تماماً فقد مررت بنفس الموقف في طفولتي ولكن عقدة أخرى اعجبني جداً كيف وصلتي في النهاية لتقبل ذاتك كما وصلت له في النهاية أنا أيضاً استمتعت جداً وأدمعت عيناي قليلاً أيضاً وأنا اقرأ 😂♥️
بعد هذا كله تتريقي على شعري؟ 😞
حتى انا هذي السنه رحت لمشغل وطلبت منهم يحلقوا شعري كامل صلعه الا شويه 😂
شعري كان ناعم لين صرت 13 سنه انعدم من قدام بس اقصاف والشعره صارت سميكه ومتعجره غريب وكنت اتقرف منه وبس البس ربطات ومن بروتين لفرد صار زي اللوحه مافيه حياه وكنت ابكي منه حتى وهو ناعم مقرف مو عاجبني ومافي احد ماعلق عليه زاد الوضع سوء، “شعرك مو زي ماكنتي صغيره” ، “ايش سويتي في شعرك؟” غير تعليقات المقربين جدا تكون محرجه وقاسيه من كذا بكثير خليني ساكته بس. مااوصفلك كيف الشعور اول اسبوع كل ماامر من عند المرايه ابتسم مرتاااحه منه بعد ماكنت اتجنب اطالع في المرايه وكنت دايما احس لو مو شعري كان انا حلوه وشعري مخرب علي 😂 😂 وحتى ماابغاه يطول ولا اابغا اتعايش معاه واتقبله خلاص 10 سنين معاناه المجد للصلعه.
قرأت تدوينتك حق الشعر القديمه من فتره طويله وحسيت بأنتماء فضيييع لها وكنت دايما انتظر تتكلمي عن الموضوع مره ثانيه وسعيده جدا بقراءة نظرتك عن الموضوع وكيف بتتكلمي عنه بشفافيه وواقعيه مانحصلها في الواقع.
استمتعت بالقراءة ووصلني الاحساس بالرغم من ان شعري ناعم على الدوام لكن كثافته قلت بشكل ملحوظ عندما انتهيت من المرحلة الابتدائية. كما قالت الاخت الفاضلة “awfulcalm” تعليقات الاقارب لا تخلو من لوم وتقريع على شيء ليس باليد حيلة في تغييره. اتذكر في الصف الثاني من الثانوية العامة احداهن مشت خلفي تغني “وأنا قرعا.. قرعا ليه؟” بسبب الفراغات التي كانت تملئ شعري.. اضحك الان بسبب حس الدعابة “السخيف” لكن حينها كنت ابذل مافي وسعي حتى لايرى الناس شعري الباهت , كنت اقوم بقصه باستمرار وحتى هذا لم ترحمني فيه خبيرات الشعر يعلقون بإنه “خفيف جداً” “لاتستخدمي اجهزة الاستشوار” -مع انني كنت ومازلت اجففه بشكل طبيعي الا ماندر- او يقومون بنصحي بعلاج قد قمت بتجربته من قبل. حصلت على بعثة بعد تخرجي وفي معظم اجتماعات البنات الخاصة كان حجابي باقياً وفي قلبي غصة حين ارى الاخريات يتباهين بشعورهن الطويلة الناعمة الكثيفة لا و”يعتذرون” على فوضوية شعرهم بعد يوم طويل في الجامعة! كان القلق يستبد بي لما بدأ شعري يزداد طولاً لكن المفاجأة عندما قمت بحجز اجد الصالونات بعد جهد جهيد حيث قامو بقصه في غرفة المساج مع اعتذارات لانهم لايملكون مكانًا خاصاً خالياً من الرجال غيره. مصففة الشعر اخبرتني بإن شعري “صحي” جداً وبإنها سعيدة انني اتحت لها الفرصة في قص شعر مثل هذا!! 😦 شعري كان جميل جداً للحد الذي كان يخبرني الجميع بجماله وكان يبدو اكثف , لا اعرف اذا كان هذا نتاج خبرتها او كلمتها الطيبة لكنها جعلتني اؤمن مجدداً بالايدي المباركة .. من بعدها رغم غلاء سعر تصفيف الشعر لديهم لكنني اذهب لهم بعكس الصاحبات الذين ينتظرون الاجازة من اجل تعديل شعورهن. اتمنى لو خبيرات الشعر لدينا يتصفن بهذه الاخلاق الحسنة من غير تجريح ولا نقص فنحن نعيش مع رؤوسنا بشكل يومي ونستطيع رؤية اي كارثة “جميلة :)” تنمو اعلاه.
وضعك مشابه لي جداً ف من طفولتي وانا اكره شعري و احسد كل فتاة شعرها ناعم المختلف ان هدفي الان هو ان يكون شكلي جميل ومن رأي انه يكون جميل اذا كان ناعم لذلك استشوره قبل الذهاب لأي مكان ، لم اصل لمرحلة تقبل شعري على طبيعته مثلك و يبدو أني لا أسعى لذلك ؛ لأن لدي قناعه ان ظهوري بشعر ناعم حتى لوكان متعب لي تصفيفه هو امر يسعدني ويزيد من ثقتي بنفسي ..
شاكرة لك إظهار بعض معاناتنا نحن ذوات الشعر الأجعد
يالله! وكأنكِ تصفينني في هذه التدوينة.
عشت التفاصيل كاملة مرتين , خلال القراءة وأيضاً خلال حياتي السابقة.
الأن مضى على تقبّلي لشعري ووعيي بجماله مايقارب العام.
أشكر الله أولاً ثم أزمة كورونا التي من خلالها بدأتُ من جديد.